اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

زيارة أمير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

الفاطمي يدعوكم لنيل ألطاف الرحمة الإلهية بزيارة الرسول وآله الأطهار عليهم السلام
صورة العضو الرمزية
عتيقة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1818
اشترك في: الجمعة نوفمبر 28, 2008 9:14 pm

زيارة أمير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عتيقة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج مولانا صاحب الزمان
أيامكم سعيدة وكل عام وأنتم بألف خير

وهذه الزيارة مروية بأسناد معتبرة عن الأمام محمد النقي (ع) وقد زار بها الأمير (ع) يوم الغدير:

السلام على محمد رسول الله ، خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، وصفوة رب العالمين ، أمين الله على وحيه ، وعزائم أمره ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل ، والمهيمن على ذلك كله ، ورحمة الله وبركاته ، وصلواته وتحياته ، السلام على أنبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، ووارث علم النبيين ، وولي رب العالمين ، ومولاي ومولى المؤمنين ، ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، يا أمين الله في أرضه ، وسفيره في خلقه ، وحجته البالغة على عباده ، السلام عليك يا دين الله القويم ، وصراطه المستقيم . السلام عليك أيها النبأ العظيم ، الذي هم فيه مختلفون ، وعنه يسألون . السلام عليك يا أمير المؤمنين , آمنت بالله وهم مشركون ، وصدقت بالحق وهم مكذبون ، وجاهدت وهم محجمون ، وعبدت الله مخلصا له الدين ، صابرا محتسبا حتى أتاك اليقين ، ألا لعنة الله على الظالمين . السلام عليك يا سيد المسلمين ، ويعسوب المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك أخو الرسول ووصيه ، ووارث علمه ، وأمينه على شرعه ، وخليفته في أمته ، وأول من آمن بالله وصدق بما أنزل على نبيه ، وأشهد أنه قد بلغ عن الله ما أنزله فيك ، وصدع بأمره ، وأوجب على أمته فرض ولايتك ، وعقد عليهم البيعة لك ، وجعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله الله كذلك . ثم أشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت ؟ فقالوا : اللهم بلى . فقال : اللهم اشهد ، وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد . فلعن الله جاحد ولايتك بعد الإقرار ، وناكث عهدك بعد الميثاق ، وأشهد أنك أوفيت بعهد الله تعالى ، وأن الله تعالى موف بعهده لك ( ومن أوفى بما عهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ). وأشهد أنك أمير المؤمنين ، الحق الذي نطق بولايتك التنزيل ، وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول ، وأشهد أنك وعمك وأخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم ، فأنزل الله فيكم : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ). أشهد يا أمير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين ، وأن العادل بك غيرك عادل عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين ، فأكمله بولايتك يوم الغدير ، وأشهد أنك المعني بقول العزيز الرحيم : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ضل والله وأضل من اتبع سواك ، وعند عن الحق من عاداك . اللهم سمعنا لأمرك ، وأطعنا واتبعنا صراطك المستقيم ، فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد الهدى عن طاعتك ، واجعلنا من الشاكرين لأنعمك ، وأشهد أنك لم تزل للهوى مخالفا ، وللتقى محالفا ، وعلى كظم الغيظ قادرا ، وعن الناس عافيا ، وإذا عصي الله ساخطا ، وإذا أطيع الله راضيا ، وبما عهد إليك عاملا ، راعيا لما استحفظت ، حافظا ما استودعت ، مبلغا ما حملت ، منتظرا ما وعدت ، وأشهد أنك ما اتقيت ضارعا ، ولا أمسكت عن حقك جازعا ، ولا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلا ، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضى الله مداهنا ، ولا وهنت لما أصابك في سبيل الله ، ولا ضعفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا. معاذ الله أن تكون كذلك ، بل إذ ظلمت فاحتسبت ربك ، وفوضت إليه أمرك ، وذكرت فما ذكروا ، ووعظت فما اتعظوا ، وخوفتهم الله فما تخوفوا. وأشهد أنك يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده ، حتى دعاك الله إلى جواره ، وقبضك إليه باختياره ، وألزم أعداءك الحجة بقتلهم إياك ؛ لتكون لك الحجة عليهم ، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه . السلام عليك يا أمير المؤمنين ، عبدت الله مخلصا ، وجاهدت في الله صابرا ، وجدت بنفسك محتسبا ، وعملت بكتابه ، واتبعت سنة نبيه ، وأقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ما استطعت ، مبتغيا مرضاة ما عند الله ، راغبا فيما وعد الله ، لا تحفل بالنوائب ، ولا تهن عند الشدائد ، ولا تحجم عن محارب ، أفك من نسب غير ذلك ، وافترى باطلا عليك ، وأولى لمن عند عنك . لقد جاهدت في الله حق الجهاد ، وصبرت على الأذى صبر احتساب ، وأنت أول من آمن بالله وصلى له وجاهد ، وأبدى صفحته في دار الشرك ، والأرض مشحونة ضلالة ، والشيطان يعبد جهرة . وأنت القائل : لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة ، ولو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا ، اعتصمت بالله فعززت ، وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت . وأيدك الله وهداك ، وأخلصك واجتباك ، فما تناقضت أفعالك ، ولا اختلفت أقوالك ، ولا تقلبت أحوالك ، ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ، ولا شرهت إلى الحطام ، ولا دنسك الآثام ، ولم تزل على بينة من ربك ويقين من أمرك ، تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم . أشهد شهادة حق ، وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق ، وأنك مولاي ومولى المؤمنين ، وأنك عبد الله ووليه ، وأخو الرسول ووصيه ووارثه ، وأنه القائل لك : والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ، ولا أقر بالله من جحدك ، وقد ضل من صد عنك ، ولم يهتد إلى الله تعالى ولا إلى من لا يهدى بك ، وهو قول ربي عز وجل : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صلحا ثم اهتدى ) إلى ولايتك . مولاي فضلك لا يخفى ، ونورك لا يطفى ، وإن من جحدك الظلوم الأشقى . مولاي أنت الحجة على العباد ، والهادي إلى الرشاد ، والعدة للمعاد . مولاي لقد رفع الله في الأولى منزلتك ، وأعلى في الآخرة درجتك ، وبصرك ما عمي على من خالفك ، وحال بينك وبين مواهب الله لك , فلعن الله مستحلي الحرمة منك ، وذائد الحق عنك ، وأشهد أنهم الأخسرون الذين ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كلحون ) ، وأشهد أنك ما أقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا أمسكت إلا بأمر من الله ورسوله . قلت : والذي نفسي بيده لقد نظر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أضرب قدامه بسيفي . فقال : يا علي أنت عندي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأعلمك أن موتك وحياتك معي وعلى سنتي ، فوالله ما كذبت ولا كذبت ، ولا ضللت ولا ضل بي ، ولا نسيت ما عهد إلي ربي ، وإني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه ، وبينها النبي لي ، وإني لعلى الطريق الواضح ، ألفظه لفظا . صدقت والله وقلت الحق ؛ فلعن الله من ساواك بمن ناواك ، والله جل ذكره يقول : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ولعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك ، وأنت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه ، والذي نطق القرآن بتفضيله ، قال الله تعالى : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجة منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحآج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظلمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم ). أشهد أنك المخصوص بمدحة الله ، المخلص لطاعة الله ، لم تبغ بالهدى بدلا ، ولم تشرك بعبادة ربك أحدا ، وأن الله تعالى استجاب لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) فيك دعوته . ثم أمره بإظهار ما أولاك لأمته ، إعلاء لشأنك ، وإعلانا لبرهانك ، ودحضا للأباطيل ، وقطعا للمعاذير ، فلما أشفق من فتنة الفاسقين ، واتقى فيك المنافقين ، أوحى الله رب العالمين : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فوضع على نفسه أوزار المسير ، ونهض في رمضاء الهجير ، فخطب فأسمع ، ونادى فأبلغ ، ثم سألهم أجمع فقال : هل بلغت ؟ فقالوا : اللهم بلى . فقال : اللهم اشهد . ثم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقالوا : بلى ، فأخذ بيدك وقال : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيه إلا قليل ، ولا زاد أكثرهم إلا تخسيرا ، ولقد أنزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون : ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله وسع عليم * إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) اللهم إنا نعلم أن هذا هو الحق من عندك ، فالعن من عارضه واستكبر ، وكذب به وكفر ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) السلام عليك يا أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وأول العابدين ، وأزهد الزاهدين ، ورحمة الله وبركاته ، وصلواته وتحياته . أنت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله ، لا تريد جزاء ولا شكورا ، وفيك أنزل الله تعالى : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وأنت الكاظم للغيظ ، والعافي عن الناس ، والله يحب المحسنين ، وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية ، والعادل في الرعية ، والعالم بحدود الله من جميع البرية ، والله تعالى أخبر عما أولاك من فضله بقوله : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنة المأوى نزلا بما كانوا يعملون ). وأنت المخصوص بعلم التنزيل ، وحكم التأويل ، ونصر الرسول ، ولك المواقف المشهودة ، والمقامات المشهورة ، والأيام المذكورة ؛ يوم بدر ويوم الأحزاب ( إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) وقال الله تعالى : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ) فقتلت عمروهم ، وهزمت جمعهم ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ). ويوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوهم في أخراهم وأنت تذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال ، حتى صرفهما عنكم الخائفين ، ونصر بك الخاذلين . ويوم حنين على ما نطق به التنزيل ( إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون أنت ومن يليك ، وعمك العباس ينادي المنهزمين : يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ! حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة ، وتكفلت دونهم المعونة ، فعادوا آيسين من المثوبة ، راجين وعد الله تعالى بالتوبة ، وذلك قوله جل ذكره : ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ) وأنت حائز درجة الصبر ، فائز بعظيم الأجر . ويوم خيبر إذ أظهر الله خور المنافقين ، وقطع دابر الكافرين ، والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا ). مولاي أنت الحجة البالغة ، والمحجة الواضحة ، والنعمة السابغة ، والبرهان المنير ، فهنيئا لك ما آتاك الله من فضل ، وتبا لشانئك ذي الجهل . شهدت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) جميع حروبه ومغازيه ، تحمل الراية أمامه ، وتضرب بالسيف قدامه ، ثم لحزمك المشهور ، وبصيرتك بما في الأمور ، أمرك في المواطن ولم يك عليك أمير ، وكم من أمر صدك عن إمضاء عزمك فيه التقى ، واتبع غيرك في نيله الهوى ، فظن الجاهلون أنك عجزت عما إليه انتهى ، ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ، ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم وامترى ، بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله ، فيدعها رأي العين ، وينتهز فرصتها من لا جريحة له في الدين . صدقت وخسر المبطلون . وإذ ماكرك الناكثان فقالا : نريد العمرة . فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن الغدرة ، وأخذت البيعة عليهما ، وجددت الميثاق فجدا في النفاق ، فلما نبهتهما على فعلهما أغفلا وعادا وما انتفعا ، وكان عاقبة أمرهما خسرا . ثم تلاهما أهل الشام فسرت إليهم بعد الإعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن ، همج رعاع ضالون ، وبالذي أنزل على محمد فيك كافرون ، ولأهل الخلاف عليك ناصرون ، وقد أمر الله تعالى باتباعك وندب المؤمنين إلى نصرك ، قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ). مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق ، وأوضحت السنن بعد الدروس والطمس ، ولك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ، ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل ، وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله ، يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه إلى النار ، وعمار يجاهد وينادي بين الصفين : الرواح إلى الجنة ، ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن ، وتقتلك الفئة الباغية ، فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله ، فعلى أبي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله أجمعين ، وعلى من سل سيفه عليك ، وسللت عليه سيفك يا أمير المؤمنين من المشركين والمنافقين إلى يوم الدين ، وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه ، وأغمض عينه ولم ينكره ، أو أعان عليك بيد أو لسان ، أو قعد عن نصرك ، أو خذل عن الجهاد معك ، أو غمط فضلك ، أو جحد حقك ، أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه ، وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته ، وعلى الأئمة من آلك الطاهرين ، إنه حميد مجيد . . . فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء ( عليهم السلام ) عند الوحدة وعدم الأنصار ، وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح ( عليه السلام ) ؛ إذ أجبت كما أجاب ، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا ؛ إذ قال له : ( يا بني إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) وكذلك أنت لما أباتك النبي صلى الله عليكما وأمرك أن تضطجع في مرقده واقيا له بنفسك ، أسرعت إلى إجابته مطيعا ، ولنفسك على القتل موطنا ، فشكر الله تعالى طاعتك ، وأبان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ). ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا ، فأعرض الشك ، وعرف الحق ، واتبع الظن ، أشبهت محنة هارون ؛ إذ أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه ، وهارون يناديهم : ( يقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ) وكذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت : يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم . فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين ، فأبيت عليهم وتبرأت إلى الله من فعلهم وفوضته إليهم ، فلما أسفر الحق ، وسفه المنكر ، واعترفوا بالزلل والجور عن القصد ، واختلفوا من بعده ، وألزموك على سفه التحكيم الذي أبيته ، وأحبوه ، وحظرته وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه ، وأنت على نهج بصيرة وهدى ، وهم على سنن ضلالة وعمى ، فما زالوا على النفاق مصرين ، وفي الغي مترددين ، حتى أذاقهم الله وبال أمرهم ، فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى ، وأحيى بحجتك من سعد فهدى ، صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذاهبة ، فما يحيط المادح وصفك ، ولا يحبط الطاعن فضلك ، أنت أحسن الخلق عبادة ، وأخلصهم زهادة ، وأذبهم عن الدين ، أقمت حدود الله بجهدك ، وفللت عساكر المارقين بسيفك ، تخمد لهب الحروب ببنانك ، وتهتك ستور الشبه ببيانك ، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق ، لا تأخذك في الله لومة لائم ، وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين ، قال الله تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت أن قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعده فأوفيت بعهده ، قلت : أما آن أن تخضب هذه من هذه ؟ أم متى يبعث أشقاها ؟ واثقا بأنك على بينة من ربك ، وبصيرة من أمرك ، قادما على الله ، مستبشرا ببيعك الذي بايعته به ، وذلك هو الفوز العظيم. اللهم العن قتلة أنبيائك ، وأوصياء أنبيائك ، بجميع لعناتك ، وأصلهم حر نارك . . . . اللهم العن قتلة أمير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم ، اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه ، والمتابعين عدوه وناصريه ، والراضين بقتله وخاذليه ، لعنا وبيلا ، اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد ومانعيهم حقوقهم ، اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن ، وكل مستن بما سن إلى يوم الدين . اللهم صل على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وآله الطاهرين ، واجعلنا بهم متمسكين ، وبموالاتهم من الفائزين الآمنين ، الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون .

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم تقبل منا هذا القليل بأحسن القبول
آمين

لا تنسوا إخوانكم وأخواتكم المؤمنين والمؤمنلت من الدعاء بقضاء الحوائج وشفاء المرضى فإن في دعائكم بركة تفتح بها أبواب السماء
اللهم أنت كما أحب فأجعلني كما تحب

اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم

ياأبا الحسن علي
صورة العضو الرمزية
عتيقة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1818
اشترك في: الجمعة نوفمبر 28, 2008 9:14 pm

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عتيقة الزهراء »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج مولانا صاحب الزمان
اللهم أنت كما أحب فأجعلني كما تحب

اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم

ياأبا الحسن علي
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم تقبل منا هذا القليل بأحسن القبول
آمين
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
الحجة المنتظر
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26457
اشترك في: الخميس إبريل 15, 2010 2:14 am
مكان: صاحب العصر والزمان

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة الحجة المنتظر »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مولانا صاحب الزمان
ايامكم سعيدة وكل عام وانتم بألف خير

وهذه الزيارة مروية بأسناد معتبرة عن الأمام محمد النقي (ع) وقد زار بها الأمير (ع) يوم الغدير:

السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم تقبل منا هذا القليل بأحسن القبول
آمين
(فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين)
صورة العضو الرمزية
قالع باب خيبر
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1934
اشترك في: الأربعاء أغسطس 20, 2008 4:48 pm
مكان: من جوار أئمة البقيع ع

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة قالع باب خيبر »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مولانا صاحب الزمان
ايامكم سعيدة وكل عام وانتم بألف خير

وهذه الزيارة مروية بأسناد معتبرة عن الأمام محمد النقي (ع) وقد زار بها الأمير (ع) يوم الغدير:

السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم صل على محمد وآل محمد
المهدي قادم قادم -- المهدي فجر لثارات
صورة العضو الرمزية
عتيقة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1818
اشترك في: الجمعة نوفمبر 28, 2008 9:14 pm

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عتيقة الزهراء »

اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار وعجل فرج مولانا صاحب الزمان روحي له الفدا
اللهم أنت كما أحب فأجعلني كما تحب

اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم

ياأبا الحسن علي
صورة العضو الرمزية
عتيقة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1818
اشترك في: الجمعة نوفمبر 28, 2008 9:14 pm

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عتيقة الزهراء »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج مولانا صاحب الزمان روحي له الفدا
اللهم أنت كما أحب فأجعلني كما تحب

اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم

ياأبا الحسن علي
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مولانا صاحب الزمان

وهذه الزيارة مروية بأسناد معتبرة عن الأمام محمد النقي (ع) وقد زار بها الأمير (ع) يوم الغدير:

السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
قالع باب خيبر
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1934
اشترك في: الأربعاء أغسطس 20, 2008 4:48 pm
مكان: من جوار أئمة البقيع ع

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة قالع باب خيبر »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مولانا صاحب الزمان
ايامكم سعيدة وكل عام وانتم بألف خير

وهذه الزيارة مروية بأسناد معتبرة عن الأمام محمد النقي (ع) وقد زار بها الأمير (ع) يوم الغدير:

السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم صل على محمد وآل محمد
المهدي قادم قادم -- المهدي فجر لثارات
صورة العضو الرمزية
سناء العترة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 8577
اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 8:57 am
مكان: ارض المحبة

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة سناء العترة »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صورة
صورة العضو الرمزية
قلب أبيض
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5838
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 29, 2010 10:45 pm

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة قلب أبيض »

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم تقبل منا هذا القليل بأحسن القبول
آمين
الهي اَرْجِعْنى اِلَيْكَ

صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم تقبل منا هذا القليل بأحسن القبول
آمين
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
نظرة يامهدي
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2514
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 4:12 pm

Re: زيارة امير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة نظرة يامهدي »

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم امره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته السلام على انبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين السلام عليك يا امير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يامولاي يا امير المؤمنين يا امين الله في ارضه وسفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم السلام عليك ايها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه يسألون السلام عليك يا امير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت في الله وهم محجمون وعبدت الله مخلصا له الدين صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين الا لعنة الله على الظالمين السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته اشهد انك اخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وامينه على شرعه وخليفته في امته وأول من امن بالله وصدق بما انزل على نبيه واشهد انه قد بلغ عن الله ما انزله فيك فصدع بأمره وأوجب على امته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك اولى بالمؤمنين من انفسهم كما جعله الله كذلك ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا اللهم بلى فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار وناكث عهدك بعد الميثاق وأشهد انك وفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف لك بعهده ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما وأشهد انك امير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول وأشهد انك وعمك واخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) أشهد يا امير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأكمله بولايتك يوم الغدير وأشهد بأنك المعني بقول العزيز الرحيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ضل والله واضل من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك اللهم سمعنا لأمرك واطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد انك لم تزل للهوى مخالفا وللتقى محالفا وعلى كظم الغيظ قادرا وعن الناس عافيا غافرا واذا عصي الله ساخطا واذا اطيع الله راضيا وبما عهد اليك عاملا راعيا لما استحفظت حافظا لما استودت مبلغا ما حملت منتظرا ما وعدت واشهد انك ما اتقيت ضارعا ولا امسكت عن حقك جازعا ولا احجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلا ولا اظهرت الرضى بخلاف ما يرضي الله مداهنا ولا وهنت لما اصابك في سبيل الله ولا عفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا معاذ الله ان تكون كذلك بل اذ ظلمت احتسبت ربك وفوت اليه امرك وذكرتهم فما ادكروا ووعظتهم فما اتعظوا وخوفتهم الله فما تخوفوا وأشهد انك يا امير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده حتى دعاك الله الى جواره وقبضك اليه باختياره وألزم اعدائك الحجة بقتلهم اياك لتكون الحجة لك عليهم مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه السلام عليك يا امير المؤمنين عبدت الله مخلصا وجاهدت في الله صابرا وجدت في نفسك محتسبا وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيك واقمت الصلاة وىتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت مبتغيا ما عند الله راغبا فيما وعد الله لا تحفل بالنوائب ولا تهن عند الشدائد ولا تحجم عن محارب أفك من نسب غير ذلك اليك وافترى باطلا عليك واولى لمن عن عنك لقد جاهدت في الله حق الجهاد وصبرت على الأذى صبر احتساب وأننت اول من امن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونه ضلاله والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة ولو أسلمني الناس جميعا لم اكن متضرعا اعتصمت بالله فعززت وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت وأيدك الله وهداك واخلصك وأجتباك فما تناقضت افعالك ولا اختلفت اقوالك ولا تقلبت احوالك ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ولا شرهت الى الحطام ولا دنسك الآثام ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك تهدي الى الحق والى صراط مستقيم أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول ووصيه ووارثه وأنه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ولا اقر بالله من جحدك وقد ظل من صد عنك ولم يهتد الى الله ولا الي من لا يهتدي بك وهو قول ربي عز وجل: ( وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) الى ولايتك مولاي فضلك لا يخفى ونورك لا يطفا وأن من جحدك الظلوم الأشقى مولاي انت الحجة على العباد والهادي الى الرشاد والعدة للمعاد مولاي لقد رفع الله منزلتك واعلى في الآخرة درجتك وبصرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائدي الحق عنك وأشهد أنهم الأخسرون الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وأشهد انك ما اقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا امسكت الا بأمر من الله ورسوله قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر الي رسول الله صلى الله عليه وآله أضرب بالسيف قدما فقال: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضلت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد الي ربي وأني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه وبينها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظا صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جل اسمه يقول: ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وانت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى: ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجلروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه وروان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا أن الله عنده اجر عظيم) اشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك احدا وأن الله تعالى استجاب لنبيه صلى الله عليه وآله فيك دعوته ثم امره باظهار ما اولاك لأمته أعلاء لشأنك واعلانا لبرهانك ودحضا للأباطيل وقطعا للمعاذير فلمااشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين اوحى اليه رب العالمين: ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه اوزار المسير ونهض في رمضاء الهجير فخطب وأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم اجمع فقال هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى فقال: اللهم اشهد ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا : بلى فأخذ بيدك وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداهوأنصر من نصره واخذل من خذله, فما آمن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل ولا زاد اكثرهم غير تخيير ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: ( يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم اللله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهك راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فأن حزب الله هم الغالبون) ( ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك انت الوهاب ) اللهم انا نعلم ان هذا هو الحق من عندك فألعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر ( وسعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
السلام عليك يا اير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيته انت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا تريد منهم جزاء ولا شكورا وفيك انزل الله تعالى : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية والعادل في الرعية والعالم بحدود الله من جميع البرية والله تعالى اخبر عما أولاك من فضله بقوله: ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونص الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهرة والأيام المذكورة يوم بدر ويوم الأحزاب اذ زاغت الأبصار وبلغت الققلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلزا زلزالا شديدا وأذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريون الا فرارا وقال الله تعالى: ( ولما راى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ويوم احد اذ يصعدون ولا يلوون على احد والرسول يدعوهم في اخراهم وأنتتذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال حتى ردهم الله تعالى عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين ويوم حنين على ما اطلق به التنزيل ( اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون انت ومن يليك وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا اصحاب سورة البقرة يا اهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة راجين وعد الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء) وأنت حائز درجة الصبر فائز بعظيم بعظيم الاجر ويوم خيبر اذ اظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤلا ) مولاي انت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير فهنيئا لك بما اتاك الله من فضل وتبا لشانئك ذي الجهل شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه ومغازيه تحمل الراية امامه وتضرب بالسيف قدامه ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور أمرك في المواطن ولم يكن عليك امير وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى؟ فظن الجاهلون أنك عجزت عما اليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ولقد اوضحت ما اشكل من ذلك لمن توهم وامترى بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين صدقت والله وخسر المبطلون واذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة فأخذت البيعة عليهما وجددت الميثاق فجدا في النفاق فلما نبهتهما على فعلهما اغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة امرهما خسرا ثم تلاهما أهل الشام فسرت اليهم بعد الأعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن همج رعاع ضالون وبالذي انزل فيك على محمد كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون وقد امر الله تعالى بأتباعك وندب المؤمنين الى نصرك وقال عز وجل: ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوحت السنن بعد الدروس والطمس فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه الى النار وعمار يجاهد وينادي بين الصفين الرواح الرواح الى الجنة ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فأعترضه ابو العادية الفزاري فقتله فعلى ابي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله اجمعين وعلى من سل سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا امير المؤمنين من المشركين والمنافقين الى يوم الدين وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو اعان عليك بيد او لسان أو قعد عن نصرك أو خذل عن الجهاد معك أو غمط فضلك وجحد حقك أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته وعلى الأئمة من آلك الطاهرين انه حميد مجيد والأمر الأعجب والخطب الأفضع بعد جحدك حقك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكا ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلى الله عليكم وقد اعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرفكم على العالمين فأذهب عنكم الرجسوطهركم تطهيرا قال الله عز وجل: ( ان الأنسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين) فأستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وانت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق فما اعمه من ظلمك عن الحق ثم افروك سهم ذوي القربى مكرا واحادوه عن اهله جورا فلما آل الامر اليك اجريتهم على ما اجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الانصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام اذ اجبت كما اجاب وأطعت كما اطاع اسماعيل صابرا محتسبا أذ قال له يا بني أني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين وكذلك انت لما اباتك النبي صلى الله عليه وآله وأمرك ان تضجع في مرقده واقيا له بنفسك اسرعت في اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فكر الله تعالى طاعتك وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاةالله ) ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا فأعرض الشك وعزف الحق واتبع الظن أشبهت محنة هارون أذ امره موسى على قومه فتفرقوا عنه وهارون ينادي بهم ويقول: يا قوم انما فتنتم به وأن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امري قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موى وكذلك انت لما رفعت المصاحف قلت: ياقوم انما فتنتم بها وخدعتم فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت الى الله من فعلهم وفوضته اليهم فلما اسفر الحق وسفه المنكر واعترفوا بالزلل والجور عن القصد اختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي ابيته وأحبوه وحظرته واباحوا ذنبهم الذي اقترفوه وانت على نهج بصيرة وهدى وهم على سنن ظلالة وعمى فما زالوا على النفاق مصرين وفي الغي مترددين حتى اذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى وأحيا بحجتك من سعد فهدي صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذائبة فما يحيط المادح وصفك ولا يحبط الطاعن فضلك أنت احسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة وأذبهم عن الدين أقمت حدود الله بجهدك وفللت عساكر المارقين بسيفك تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشرك ببيانك وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق لا تأخذك في الله لومة لائم وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين قال الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت ان قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده فأوفيت بعهده قلت: أما ان تخضب هذه من هذه أم متى يبعث اشقاها؟ واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك قادم على الله مستبشر ببيعك الذي بايعته به وذلك هو الفوز العظيم اللهم العن قتلة انبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك وألعن من غصب وليك حقه وأنكر حقه وجحده بعد اليقين والأقرار بالولاية له يوم اكملت له الدين اللهم العن قتلة امير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعنا وبيلا اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم اللهم خص اول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن الى يوم القيامة اللهم صل على محمد خاتم النبيين وعلى علي سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسكين وبولايتهم من الفازين الآمنين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم صل على محمد وآل محمد
يــــــــــــــاعلي بيك أحتمـــيت
صورة العضو الرمزية
يامولاتي ياأم البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4996
اشترك في: الأربعاء إبريل 04, 2012 3:48 pm

Re: زيارة أمير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة يامولاتي ياأم البنين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج مولانا صاحب الزمان
أيامكم سعيدة وكل عام وأنتم بألف خير

وهذه الزيارة مروية بأسناد معتبرة عن الأمام محمد النقي (ع) وقد زار بها الأمير (ع) يوم الغدير:

السلام على محمد رسول الله ، خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، وصفوة رب العالمين ، أمين الله على وحيه ، وعزائم أمره ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل ، والمهيمن على ذلك كله ، ورحمة الله وبركاته ، وصلواته وتحياته ، السلام على أنبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، ووارث علم النبيين ، وولي رب العالمين ، ومولاي ومولى المؤمنين ، ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، يا أمين الله في أرضه ، وسفيره في خلقه ، وحجته البالغة على عباده ، السلام عليك يا دين الله القويم ، وصراطه المستقيم . السلام عليك أيها النبأ العظيم ، الذي هم فيه مختلفون ، وعنه يسألون . السلام عليك يا أمير المؤمنين , آمنت بالله وهم مشركون ، وصدقت بالحق وهم مكذبون ، وجاهدت وهم محجمون ، وعبدت الله مخلصا له الدين ، صابرا محتسبا حتى أتاك اليقين ، ألا لعنة الله على الظالمين . السلام عليك يا سيد المسلمين ، ويعسوب المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنك أخو الرسول ووصيه ، ووارث علمه ، وأمينه على شرعه ، وخليفته في أمته ، وأول من آمن بالله وصدق بما أنزل على نبيه ، وأشهد أنه قد بلغ عن الله ما أنزله فيك ، وصدع بأمره ، وأوجب على أمته فرض ولايتك ، وعقد عليهم البيعة لك ، وجعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله الله كذلك . ثم أشهد الله تعالى عليهم فقال : ألست قد بلغت ؟ فقالوا : اللهم بلى . فقال : اللهم اشهد ، وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد . فلعن الله جاحد ولايتك بعد الإقرار ، وناكث عهدك بعد الميثاق ، وأشهد أنك أوفيت بعهد الله تعالى ، وأن الله تعالى موف بعهده لك ( ومن أوفى بما عهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ). وأشهد أنك أمير المؤمنين ، الحق الذي نطق بولايتك التنزيل ، وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول ، وأشهد أنك وعمك وأخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم ، فأنزل الله فيكم : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ). أشهد يا أمير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين ، وأن العادل بك غيرك عادل عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا رب العالمين ، فأكمله بولايتك يوم الغدير ، وأشهد أنك المعني بقول العزيز الرحيم : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ضل والله وأضل من اتبع سواك ، وعند عن الحق من عاداك . اللهم سمعنا لأمرك ، وأطعنا واتبعنا صراطك المستقيم ، فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد الهدى عن طاعتك ، واجعلنا من الشاكرين لأنعمك ، وأشهد أنك لم تزل للهوى مخالفا ، وللتقى محالفا ، وعلى كظم الغيظ قادرا ، وعن الناس عافيا ، وإذا عصي الله ساخطا ، وإذا أطيع الله راضيا ، وبما عهد إليك عاملا ، راعيا لما استحفظت ، حافظا ما استودعت ، مبلغا ما حملت ، منتظرا ما وعدت ، وأشهد أنك ما اتقيت ضارعا ، ولا أمسكت عن حقك جازعا ، ولا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلا ، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضى الله مداهنا ، ولا وهنت لما أصابك في سبيل الله ، ولا ضعفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا. معاذ الله أن تكون كذلك ، بل إذ ظلمت فاحتسبت ربك ، وفوضت إليه أمرك ، وذكرت فما ذكروا ، ووعظت فما اتعظوا ، وخوفتهم الله فما تخوفوا. وأشهد أنك يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده ، حتى دعاك الله إلى جواره ، وقبضك إليه باختياره ، وألزم أعداءك الحجة بقتلهم إياك ؛ لتكون لك الحجة عليهم ، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه . السلام عليك يا أمير المؤمنين ، عبدت الله مخلصا ، وجاهدت في الله صابرا ، وجدت بنفسك محتسبا ، وعملت بكتابه ، واتبعت سنة نبيه ، وأقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ما استطعت ، مبتغيا مرضاة ما عند الله ، راغبا فيما وعد الله ، لا تحفل بالنوائب ، ولا تهن عند الشدائد ، ولا تحجم عن محارب ، أفك من نسب غير ذلك ، وافترى باطلا عليك ، وأولى لمن عند عنك . لقد جاهدت في الله حق الجهاد ، وصبرت على الأذى صبر احتساب ، وأنت أول من آمن بالله وصلى له وجاهد ، وأبدى صفحته في دار الشرك ، والأرض مشحونة ضلالة ، والشيطان يعبد جهرة . وأنت القائل : لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة ، ولو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا ، اعتصمت بالله فعززت ، وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت . وأيدك الله وهداك ، وأخلصك واجتباك ، فما تناقضت أفعالك ، ولا اختلفت أقوالك ، ولا تقلبت أحوالك ، ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ، ولا شرهت إلى الحطام ، ولا دنسك الآثام ، ولم تزل على بينة من ربك ويقين من أمرك ، تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم . أشهد شهادة حق ، وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق ، وأنك مولاي ومولى المؤمنين ، وأنك عبد الله ووليه ، وأخو الرسول ووصيه ووارثه ، وأنه القائل لك : والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك ، ولا أقر بالله من جحدك ، وقد ضل من صد عنك ، ولم يهتد إلى الله تعالى ولا إلى من لا يهدى بك ، وهو قول ربي عز وجل : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صلحا ثم اهتدى ) إلى ولايتك . مولاي فضلك لا يخفى ، ونورك لا يطفى ، وإن من جحدك الظلوم الأشقى . مولاي أنت الحجة على العباد ، والهادي إلى الرشاد ، والعدة للمعاد . مولاي لقد رفع الله في الأولى منزلتك ، وأعلى في الآخرة درجتك ، وبصرك ما عمي على من خالفك ، وحال بينك وبين مواهب الله لك , فلعن الله مستحلي الحرمة منك ، وذائد الحق عنك ، وأشهد أنهم الأخسرون الذين ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كلحون ) ، وأشهد أنك ما أقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا أمسكت إلا بأمر من الله ورسوله . قلت : والذي نفسي بيده لقد نظر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أضرب قدامه بسيفي . فقال : يا علي أنت عندي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأعلمك أن موتك وحياتك معي وعلى سنتي ، فوالله ما كذبت ولا كذبت ، ولا ضللت ولا ضل بي ، ولا نسيت ما عهد إلي ربي ، وإني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه ، وبينها النبي لي ، وإني لعلى الطريق الواضح ، ألفظه لفظا . صدقت والله وقلت الحق ؛ فلعن الله من ساواك بمن ناواك ، والله جل ذكره يقول : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ولعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك ، وأنت ولي الله وأخو رسوله والذاب عن دينه ، والذي نطق القرآن بتفضيله ، قال الله تعالى : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجة منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما ) وقال الله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحآج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظلمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم ). أشهد أنك المخصوص بمدحة الله ، المخلص لطاعة الله ، لم تبغ بالهدى بدلا ، ولم تشرك بعبادة ربك أحدا ، وأن الله تعالى استجاب لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) فيك دعوته . ثم أمره بإظهار ما أولاك لأمته ، إعلاء لشأنك ، وإعلانا لبرهانك ، ودحضا للأباطيل ، وقطعا للمعاذير ، فلما أشفق من فتنة الفاسقين ، واتقى فيك المنافقين ، أوحى الله رب العالمين : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فوضع على نفسه أوزار المسير ، ونهض في رمضاء الهجير ، فخطب فأسمع ، ونادى فأبلغ ، ثم سألهم أجمع فقال : هل بلغت ؟ فقالوا : اللهم بلى . فقال : اللهم اشهد . ثم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقالوا : بلى ، فأخذ بيدك وقال : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيه إلا قليل ، ولا زاد أكثرهم إلا تخسيرا ، ولقد أنزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون : ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله وسع عليم * إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) اللهم إنا نعلم أن هذا هو الحق من عندك ، فالعن من عارضه واستكبر ، وكذب به وكفر ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) السلام عليك يا أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وأول العابدين ، وأزهد الزاهدين ، ورحمة الله وبركاته ، وصلواته وتحياته . أنت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله ، لا تريد جزاء ولا شكورا ، وفيك أنزل الله تعالى : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وأنت الكاظم للغيظ ، والعافي عن الناس ، والله يحب المحسنين ، وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس وأنت القاسم بالسوية ، والعادل في الرعية ، والعالم بحدود الله من جميع البرية ، والله تعالى أخبر عما أولاك من فضله بقوله : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنة المأوى نزلا بما كانوا يعملون ). وأنت المخصوص بعلم التنزيل ، وحكم التأويل ، ونصر الرسول ، ولك المواقف المشهودة ، والمقامات المشهورة ، والأيام المذكورة ؛ يوم بدر ويوم الأحزاب ( إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) وقال الله تعالى : ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ) فقتلت عمروهم ، وهزمت جمعهم ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ). ويوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوهم في أخراهم وأنت تذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال ، حتى صرفهما عنكم الخائفين ، ونصر بك الخاذلين . ويوم حنين على ما نطق به التنزيل ( إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) والمؤمنون أنت ومن يليك ، وعمك العباس ينادي المنهزمين : يا أصحاب سورة البقرة ، يا أهل بيعة الشجرة ! حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة ، وتكفلت دونهم المعونة ، فعادوا آيسين من المثوبة ، راجين وعد الله تعالى بالتوبة ، وذلك قوله جل ذكره : ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ) وأنت حائز درجة الصبر ، فائز بعظيم الأجر . ويوم خيبر إذ أظهر الله خور المنافقين ، وقطع دابر الكافرين ، والحمد لله رب العالمين ( ولقد كانوا عهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا ). مولاي أنت الحجة البالغة ، والمحجة الواضحة ، والنعمة السابغة ، والبرهان المنير ، فهنيئا لك ما آتاك الله من فضل ، وتبا لشانئك ذي الجهل . شهدت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) جميع حروبه ومغازيه ، تحمل الراية أمامه ، وتضرب بالسيف قدامه ، ثم لحزمك المشهور ، وبصيرتك بما في الأمور ، أمرك في المواطن ولم يك عليك أمير ، وكم من أمر صدك عن إمضاء عزمك فيه التقى ، واتبع غيرك في نيله الهوى ، فظن الجاهلون أنك عجزت عما إليه انتهى ، ضل والله الظان لذلك وما اهتدى ، ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم وامترى ، بقولك صلى الله عليك : قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله ، فيدعها رأي العين ، وينتهز فرصتها من لا جريحة له في الدين . صدقت وخسر المبطلون . وإذ ماكرك الناكثان فقالا : نريد العمرة . فقلت لهما : لعمركما ما تريدان العمرة لكن الغدرة ، وأخذت البيعة عليهما ، وجددت الميثاق فجدا في النفاق ، فلما نبهتهما على فعلهما أغفلا وعادا وما انتفعا ، وكان عاقبة أمرهما خسرا . ثم تلاهما أهل الشام فسرت إليهم بعد الإعذار وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن ، همج رعاع ضالون ، وبالذي أنزل على محمد فيك كافرون ، ولأهل الخلاف عليك ناصرون ، وقد أمر الله تعالى باتباعك وندب المؤمنين إلى نصرك ، قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ). مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق ، وأوضحت السنن بعد الدروس والطمس ، ولك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ، ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل ، وعدوك عدو الله جاحد لرسول الله ، يدعو باطلا ويحكم جائرا ويتأمر غاصبا ويدعو حزبه إلى النار ، وعمار يجاهد وينادي بين الصفين : الرواح إلى الجنة ، ولما استسقى فسقي اللبن كبر وقال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن ، وتقتلك الفئة الباغية ، فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله ، فعلى أبي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله أجمعين ، وعلى من سل سيفه عليك ، وسللت عليه سيفك يا أمير المؤمنين من المشركين والمنافقين إلى يوم الدين ، وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه ، وأغمض عينه ولم ينكره ، أو أعان عليك بيد أو لسان ، أو قعد عن نصرك ، أو خذل عن الجهاد معك ، أو غمط فضلك ، أو جحد حقك ، أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه ، وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته ، وعلى الأئمة من آلك الطاهرين ، إنه حميد مجيد . . . فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء ( عليهم السلام ) عند الوحدة وعدم الأنصار ، وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح ( عليه السلام ) ؛ إذ أجبت كما أجاب ، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا ؛ إذ قال له : ( يا بني إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) وكذلك أنت لما أباتك النبي صلى الله عليكما وأمرك أن تضطجع في مرقده واقيا له بنفسك ، أسرعت إلى إجابته مطيعا ، ولنفسك على القتل موطنا ، فشكر الله تعالى طاعتك ، وأبان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ). ثم محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا ، فأعرض الشك ، وعرف الحق ، واتبع الظن ، أشبهت محنة هارون ؛ إذ أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه ، وهارون يناديهم : ( يقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ) وكذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت : يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم . فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين ، فأبيت عليهم وتبرأت إلى الله من فعلهم وفوضته إليهم ، فلما أسفر الحق ، وسفه المنكر ، واعترفوا بالزلل والجور عن القصد ، واختلفوا من بعده ، وألزموك على سفه التحكيم الذي أبيته ، وأحبوه ، وحظرته وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه ، وأنت على نهج بصيرة وهدى ، وهم على سنن ضلالة وعمى ، فما زالوا على النفاق مصرين ، وفي الغي مترددين ، حتى أذاقهم الله وبال أمرهم ، فأمات بسيفك من عاندك فشقي وهوى ، وأحيى بحجتك من سعد فهدى ، صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذاهبة ، فما يحيط المادح وصفك ، ولا يحبط الطاعن فضلك ، أنت أحسن الخلق عبادة ، وأخلصهم زهادة ، وأذبهم عن الدين ، أقمت حدود الله بجهدك ، وفللت عساكر المارقين بسيفك ، تخمد لهب الحروب ببنانك ، وتهتك ستور الشبه ببيانك ، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق ، لا تأخذك في الله لومة لائم ، وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين ، قال الله تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولما رأيت أن قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعده فأوفيت بعهده ، قلت : أما آن أن تخضب هذه من هذه ؟ أم متى يبعث أشقاها ؟ واثقا بأنك على بينة من ربك ، وبصيرة من أمرك ، قادما على الله ، مستبشرا ببيعك الذي بايعته به ، وذلك هو الفوز العظيم. اللهم العن قتلة أنبيائك ، وأوصياء أنبيائك ، بجميع لعناتك ، وأصلهم حر نارك . . . . اللهم العن قتلة أمير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم ، اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه ، والمتابعين عدوه وناصريه ، والراضين بقتله وخاذليه ، لعنا وبيلا ، اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد ومانعيهم حقوقهم ، اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن ، وكل مستن بما سن إلى يوم الدين . اللهم صل على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وآله الطاهرين ، واجعلنا بهم متمسكين ، وبموالاتهم من الفائزين الآمنين ، الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون .

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم تقبل منا هذا القليل بأحسن القبول
آمين

لا تنسوا إخوانكم وأخواتكم المؤمنين والمؤمنلت من الدعاء بقضاء الحوائج وشفاء المرضى فإن في دعائكم بركة تفتح بها أبواب السماء
لبيك ياابا الاحرار
صورة العضو الرمزية
عتيقة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1818
اشترك في: الجمعة نوفمبر 28, 2008 9:14 pm

Re: زيارة أمير المؤمنين عليه وآله السلام في عيد الغدير الأغر

مشاركة بواسطة عتيقة الزهراء »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج مولانا صاحب الزمان روحي له الفداا
اللهم أنت كما أحب فأجعلني كما تحب

اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم

ياأبا الحسن علي

العودة إلى ”روضــة زيـارة الـعـتـبـات الـمـقـدســة“