ردود الفعل
مرسل: الأحد يوليو 24, 2011 1:02 pm
ردود الفعل
كان الامام عليّ (ع) يعلم أنّ العدالة الاسلامية الّتي أراد تطبيقها في حكومته ستكون ثقيلة على نفوس المنتفعـين والوصوليين والانتهازيين الّذين استغلّوا الظروف السائدة في زمن الخليفة عثمان ، فانتهبوا الاموال وتمتّعوا بالامتيازات ، واكتنزوا الذهب والفضّة ، بسبب القرابة أو العشيرة ، أو كونهم من أنصار هذا الطرف أو ذاك .
وصحَّ ما توقّعه الامـام عليّ (ع) من أنّ تطبيقه للعدالة الاسلامية ، سيثير غضب رجالات قريش الّذين دأبوا على العيش برفاهية ممّا ينهبونه من أفواه الجياع والمحرومين ، وكبر عليهم أن ينهج الامام عليّ (ع) نهج المساواة في الحقوق فلا يميّز بين حرّ وعبد ، وبين أسود وأبيض ، وبين عربي وأعجمي ، كان الجميع أمامه سواسية كأسنان المشط ، أليس هو أميرهم جميعاً دون تمييز ؟ .
لقد أنكر الزُّبير بن العوّام وطلحة بن عبيدالله على الامام (ع) سياسته تلك ، واعتبراها مخالفة للنهج الّذي ألفه الناس .
فقال لهما الامام عليّ (ع) : ما الّذي كرهتما من أمري حتّى رأيتما خلافي ؟ قالا : إنّك جعلت حقّنا في القسْم كحقّ غيرنا ، وسـوّيتَ بيننا وبين مَن لا يماثلنا .
فكان ما أجابهما الامام عليّ (ع) :
(وأمّا ما ذكرتما من أمر الاُسوة ـ التسوية في العطاء ـ فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي ، ولا ولّيته هوىً منِّي ، بل وجدت أنا وأنتما ما جاء به رسول الله (ص) قد فرغ منه ، فلم أحتج إليكما فيما قد فرغ الله من قسْمِه وأمضى فيه حكمه ، فليس لكما ، والله ، عندي ولا لغيركما في هذا عُتبى ، أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحقّ ، وألهمنا وإيّاكم الصبر ، رحم الله رجلاً رأى حقّاً فأعان عليه، أو رأى جوراً فردّه، وكان عوناً
بالحقّ على صاحبه)(60).
وهكذا تختلف المنطلقات والمفـاهيم ، ينطلـق عليّ (ع) ممّا يأمر به الله تعالى ورسوله (ص) ، بينما تنطلق (المعارضة) ممّا توحي به مصالحها .
اسم الكتاب: نفحات من السيرة موجزة لسيرة الرسول (ص) واهل البيت (ع)
كان الامام عليّ (ع) يعلم أنّ العدالة الاسلامية الّتي أراد تطبيقها في حكومته ستكون ثقيلة على نفوس المنتفعـين والوصوليين والانتهازيين الّذين استغلّوا الظروف السائدة في زمن الخليفة عثمان ، فانتهبوا الاموال وتمتّعوا بالامتيازات ، واكتنزوا الذهب والفضّة ، بسبب القرابة أو العشيرة ، أو كونهم من أنصار هذا الطرف أو ذاك .
وصحَّ ما توقّعه الامـام عليّ (ع) من أنّ تطبيقه للعدالة الاسلامية ، سيثير غضب رجالات قريش الّذين دأبوا على العيش برفاهية ممّا ينهبونه من أفواه الجياع والمحرومين ، وكبر عليهم أن ينهج الامام عليّ (ع) نهج المساواة في الحقوق فلا يميّز بين حرّ وعبد ، وبين أسود وأبيض ، وبين عربي وأعجمي ، كان الجميع أمامه سواسية كأسنان المشط ، أليس هو أميرهم جميعاً دون تمييز ؟ .
لقد أنكر الزُّبير بن العوّام وطلحة بن عبيدالله على الامام (ع) سياسته تلك ، واعتبراها مخالفة للنهج الّذي ألفه الناس .
فقال لهما الامام عليّ (ع) : ما الّذي كرهتما من أمري حتّى رأيتما خلافي ؟ قالا : إنّك جعلت حقّنا في القسْم كحقّ غيرنا ، وسـوّيتَ بيننا وبين مَن لا يماثلنا .
فكان ما أجابهما الامام عليّ (ع) :
(وأمّا ما ذكرتما من أمر الاُسوة ـ التسوية في العطاء ـ فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي ، ولا ولّيته هوىً منِّي ، بل وجدت أنا وأنتما ما جاء به رسول الله (ص) قد فرغ منه ، فلم أحتج إليكما فيما قد فرغ الله من قسْمِه وأمضى فيه حكمه ، فليس لكما ، والله ، عندي ولا لغيركما في هذا عُتبى ، أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحقّ ، وألهمنا وإيّاكم الصبر ، رحم الله رجلاً رأى حقّاً فأعان عليه، أو رأى جوراً فردّه، وكان عوناً
بالحقّ على صاحبه)(60).
وهكذا تختلف المنطلقات والمفـاهيم ، ينطلـق عليّ (ع) ممّا يأمر به الله تعالى ورسوله (ص) ، بينما تنطلق (المعارضة) ممّا توحي به مصالحها .
اسم الكتاب: نفحات من السيرة موجزة لسيرة الرسول (ص) واهل البيت (ع)