اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على خير خلقه أجمعين، محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أخوتي الكرام؛ أيها الخطباء الأجلاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
إن التوفيق الإلهي الذي شملكم بلطفه، فجعلكم ترتبطون بالحسين (ع) وتركبون سفينة نجاته، وتنطقون باسم نهضته، وتذكرون للناس مناقبه ومصائبه. إن هذا التوفيق يرفعكم إلى موقع خطير، ويحملكم مسؤولية كبرى.
فكل كلمة تتفوهون بها، وكل جملة تنطقونها يمكن أن تصبح منهجاً لحياة جمع من الناس، فإذا كان ذلك منهج هدى فقد اهتدوا. وإذا كان منهج ضلالة فقد ضلوا.
وقد ورد في الحديث الشريف: ( مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ، وَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ الشَّيْطَانِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ).
فلابد من الحرص - كل الحرص - على أن يكون توجيهكم للمستمعين سليماً، وحديثكم معهم صحيحاً. كما لابد من الحذر - كل الحذر - من أي خطأ في التوجيه، وأي انحراف في التعبير.
وإنني إذ أرجو مخلصاً أن تكونوا ممن قال عنهم ربنا في كتابه:﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاََّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً﴾ سورة الأحزاب، آية 31.
فإني أقدم لكم بعض النقاط التي أراها ضرورية لكم، راجياً من الباري عز وجل أن ينفعكم بها في الدنيا والآخرة، ويجعلها ذخيرة لي يوم ألقاه، إنه ولي حميد.
1-يتقمص الخطيب فوق المنبر شخصية رسول الله (ص) ، وينظر إليه الناس كناطق باسم الله ويعتبرون أحاديثه، حديث الدين. ولذلك فلا يجوز أن تتحدثوا عما لا تعرفون، ولا أن تقولوا ما لستم منه واثقين، ولا أن تذكروا شيئا الا إذا كان فيه رضى الله ورضى رسوله.
واعلموا أن المستمعين يقيّمون الخطباء حسب وثاقة كلامهم، وسلامة منطقهم، وصدق أحاديثهم.أيها الخطباء: إن منبر الحسين (ع) طاهر مطهر، فلا يجوز تدنيسه بما ليس صحيحاً من الكلام، وما ليس دقيقاً من النصوص وما ليس سليماً من التوجيه.
2-كونوا قدوة للناس بأعمالكم قبل أقوالكم، فان الناس ينظرون إلى ما تفعلون، قبل أن ينظروا إلى ما تقولون، ويتأثرون بما يشاهدون، قبل أن يتأثروا بما يسمعون.
وقد قال الإمام الصادق : ( كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الْوَرَعَ وَالِاجْتِهَادَ وَالصَّلَاةَ وَالْخَيْرَ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاعِيةٌ ).
كما أن الله تعالى يعاتب الذين لا يعملون بما يقولون، فيقول تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ سورة الصف، 3،2.
3- اخلصوا لله في نفوسكم، وانتصروا على إبليس في قلوبكم، واجعلوا رضى الله تعالى نصب أعينكم، وهدفاً لأعمالكم وأقوالكم، وجدّدوا نية التقرب إلى الباري عز وجل في كل مرة ترتقون المنبر، او تقفون للحديث مع الناس. فقد قال رسول الله لأبي ذر رضي الله عنه: ( يَا أَبَا ذَرٍّ لِيَكُنْ لَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نِيَّةٌ حَتَّى فِي النَّوْمِ وَالْأَكْلِ).
4- ليكن أكثر ما تتحدثون فيه تقوى الله وطاعته لأن التقوى في الدنيا جُنّة، وفي الآخرة طريق إلى الجنة. فادفعوا الناس إلى أداء الواجبات واجتناب المحرمات والالتزام بالأخلاق، والابتعاد عن النفاق، واذكروا لهم ان التشيع إنما هو اتباع لأهل البيت (ع) في الأعمال والأقوال، كما هو اتباع لهم بالمحبة، وذكر الفضائل، وزيارة المشاهد، والبكاء على المصائب.
فهم أئمة للصالحين، وليس للفاسقين، وقادة للمخلصين وليس للمنافقين.
فمن لا يتقي الله لن يدخل حضيرة القدس معهم. ومن يعصي الله لن يكون محبوباً من قبلهم.
ولقد قال الإمام الباقر(ع) : ( لاَ تَذْهَبْ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ).
وقال أيضاً لجابر: ( أَيَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ وَالتَّخَشُّعِ وَالْأَمَانَةِ وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ وَالتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ ... فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ. يَا جَابِرُ وَاللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَمَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَلَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ مَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ وَمَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ وَمَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ).
5-كونوا زهاداً في الحياة ليعطيكم الله أجركم مرتين، مرة في دنياكم ومرة في آخرتكم، ولا تساوموا على الأموال في مقابل خطبكم، فان من يبيع مواعظه بالدينار والدرهم لقليل حظ بالعقل والدين والضمير.
وإياكم أن تكونوا ممن يستأكل بأهل البيت ، ويتاجر بأحاديثهم، بل حاولوا ان تكونوا من الذين تنوروا بأنوارهم، واهتدوا بهداهم، واقتدوا بأعمالهم، فقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (ع) قوله: ( الناس ثلاثة أصناف: صنف بيّن بنورنا، وصنف يأكلون بنا. وصنف اهتدوا بنا، واقتدوا بأمرنا، وهم أهل الأصناف، أولئك الشيعة النجباء الحكماء، والعلماء الفقهاء، والاتقياء الأسخياء، طوبى لهم وحسن مآب).
آية الله هادي المدرسي(حفظه الله)..أخوتي الكرام؛ أيها الخطباء الأجلاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
إن التوفيق الإلهي الذي شملكم بلطفه، فجعلكم ترتبطون بالحسين (ع) وتركبون سفينة نجاته، وتنطقون باسم نهضته، وتذكرون للناس مناقبه ومصائبه. إن هذا التوفيق يرفعكم إلى موقع خطير، ويحملكم مسؤولية كبرى.
فكل كلمة تتفوهون بها، وكل جملة تنطقونها يمكن أن تصبح منهجاً لحياة جمع من الناس، فإذا كان ذلك منهج هدى فقد اهتدوا. وإذا كان منهج ضلالة فقد ضلوا.
وقد ورد في الحديث الشريف: ( مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ، وَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ يُؤَدِّي عَنِ الشَّيْطَانِ فَقَدْ عَبَدَ الشَّيْطَانَ).
فلابد من الحرص - كل الحرص - على أن يكون توجيهكم للمستمعين سليماً، وحديثكم معهم صحيحاً. كما لابد من الحذر - كل الحذر - من أي خطأ في التوجيه، وأي انحراف في التعبير.
وإنني إذ أرجو مخلصاً أن تكونوا ممن قال عنهم ربنا في كتابه:﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاََّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً﴾ سورة الأحزاب، آية 31.
فإني أقدم لكم بعض النقاط التي أراها ضرورية لكم، راجياً من الباري عز وجل أن ينفعكم بها في الدنيا والآخرة، ويجعلها ذخيرة لي يوم ألقاه، إنه ولي حميد.
1-يتقمص الخطيب فوق المنبر شخصية رسول الله (ص) ، وينظر إليه الناس كناطق باسم الله ويعتبرون أحاديثه، حديث الدين. ولذلك فلا يجوز أن تتحدثوا عما لا تعرفون، ولا أن تقولوا ما لستم منه واثقين، ولا أن تذكروا شيئا الا إذا كان فيه رضى الله ورضى رسوله.
واعلموا أن المستمعين يقيّمون الخطباء حسب وثاقة كلامهم، وسلامة منطقهم، وصدق أحاديثهم.أيها الخطباء: إن منبر الحسين (ع) طاهر مطهر، فلا يجوز تدنيسه بما ليس صحيحاً من الكلام، وما ليس دقيقاً من النصوص وما ليس سليماً من التوجيه.
2-كونوا قدوة للناس بأعمالكم قبل أقوالكم، فان الناس ينظرون إلى ما تفعلون، قبل أن ينظروا إلى ما تقولون، ويتأثرون بما يشاهدون، قبل أن يتأثروا بما يسمعون.
وقد قال الإمام الصادق : ( كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الْوَرَعَ وَالِاجْتِهَادَ وَالصَّلَاةَ وَالْخَيْرَ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاعِيةٌ ).
كما أن الله تعالى يعاتب الذين لا يعملون بما يقولون، فيقول تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ سورة الصف، 3،2.
3- اخلصوا لله في نفوسكم، وانتصروا على إبليس في قلوبكم، واجعلوا رضى الله تعالى نصب أعينكم، وهدفاً لأعمالكم وأقوالكم، وجدّدوا نية التقرب إلى الباري عز وجل في كل مرة ترتقون المنبر، او تقفون للحديث مع الناس. فقد قال رسول الله لأبي ذر رضي الله عنه: ( يَا أَبَا ذَرٍّ لِيَكُنْ لَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نِيَّةٌ حَتَّى فِي النَّوْمِ وَالْأَكْلِ).
4- ليكن أكثر ما تتحدثون فيه تقوى الله وطاعته لأن التقوى في الدنيا جُنّة، وفي الآخرة طريق إلى الجنة. فادفعوا الناس إلى أداء الواجبات واجتناب المحرمات والالتزام بالأخلاق، والابتعاد عن النفاق، واذكروا لهم ان التشيع إنما هو اتباع لأهل البيت (ع) في الأعمال والأقوال، كما هو اتباع لهم بالمحبة، وذكر الفضائل، وزيارة المشاهد، والبكاء على المصائب.
فهم أئمة للصالحين، وليس للفاسقين، وقادة للمخلصين وليس للمنافقين.
فمن لا يتقي الله لن يدخل حضيرة القدس معهم. ومن يعصي الله لن يكون محبوباً من قبلهم.
ولقد قال الإمام الباقر(ع) : ( لاَ تَذْهَبْ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ).
وقال أيضاً لجابر: ( أَيَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ وَالتَّخَشُّعِ وَالْأَمَانَةِ وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ وَالتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ ... فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ. يَا جَابِرُ وَاللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَمَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَلَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ مَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ وَمَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ وَمَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ).
5-كونوا زهاداً في الحياة ليعطيكم الله أجركم مرتين، مرة في دنياكم ومرة في آخرتكم، ولا تساوموا على الأموال في مقابل خطبكم، فان من يبيع مواعظه بالدينار والدرهم لقليل حظ بالعقل والدين والضمير.
وإياكم أن تكونوا ممن يستأكل بأهل البيت ، ويتاجر بأحاديثهم، بل حاولوا ان تكونوا من الذين تنوروا بأنوارهم، واهتدوا بهداهم، واقتدوا بأعمالهم، فقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (ع) قوله: ( الناس ثلاثة أصناف: صنف بيّن بنورنا، وصنف يأكلون بنا. وصنف اهتدوا بنا، واقتدوا بأمرنا، وهم أهل الأصناف، أولئك الشيعة النجباء الحكماء، والعلماء الفقهاء، والاتقياء الأسخياء، طوبى لهم وحسن مآب).
